الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
وقوله: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرم} (1) ........................ (1) ذكر المؤلف رحمه الله آية في إثبات الاسم لله تعالي، وآيات أخري كثيرة في تنزيه الله تعالي ونفي المثيل عنه. آية إثبات الاسم: · {تبارك}: قال العلماء: معناها: تعالي وتعاظم إن وصف بها الله، كقوله: ولهذا جاء في الحديث: بل إن التسمية تفيد حل الشيء الذي يحرم بدونها، فإنه إذا سمي الله على الذبيحة صارت حلالاً، وإذا لم يسم صارت حراماً وميتة، وهناك فرق بين الحلال الطيب الطاهر، والميتة النجسة الخبيثة. وإذا سمي الإنسان على طهارة الحدث، صحت، وإذا لم يسم، لم تصح على أحد القولين. وإذا سمي الإنسان على طعامه، لم يأكل معه الشيطان، وإن لم يسم، أكل معه. وإذا سمي الإنسان على جماعه، وقال: وعليه، فنقول: إن ( فتبارك ( هنا ليست بمعني: تعالي وتعاظم، بل يتعين أن يكون معناها: حلت البركة باسم الله، أي أن أسمه سبب للبركة إذا صحب شيئاً. * وقوله: صفة لـ ( رب )، لا لـ ( اسم )، لو كانت صفة لـ ( اسم )، لكانت، ذو . · و( الجلال (، بمعني: العظمة. · و(الإكرام ( ، بمعني: التكريم، وهو صالح لأن يكون الإكرام من الله لمن أطاعه، وممن أطاعه له. فـ ( الجلال (: عظمته في نفسه، ( والإكرام (: عظمته في المؤمنين، فيكرمونه ويكرمهم. آيات الصفات المنفية في تنزيه الله ونفي المثل عنه
وقوله: (1) قوله: شرع المؤلف رحمه الله بصفات السلبية، أي صفات النفي. وقد مر علينا فيما سبق أن صفات الله عز وجل ثبوتية وسلبية أي: منفية، لأن الكمال لا يتحقق إلا بالإثبات والنفي، إثبات الكمالات، ونفي النقائض. · قوله: · فقوله: {فاعبده}، أي: تذلل له من محبة وتعظيماً، والعبادة، يراد بها المتعبد به، ويراد بها التعبد الذي هو فعل العبد، كما سبق في المقدمة. · وقوله: {واصطبر}: اصطبر، أصلها في اللغة: اصتبر، فأبدلت التاء طاء لعلة تصريفية. والصبر: حبس النفس. وكلمة ( اصطبر ) أبلغ من ( اصبر )، لأنها تدل على معاناة، فالمعني اصبر، وإن شق عليك ذلك، واثبت القرين لقرينه في القتال. · وقوله: {لعبادته}، قيل: إن اللام بمعني ( على ) ، أي: اصطبر عليها، كما قال تعالى: وقيل: بل اللام على أصلها، أي : اصطبر لها ، أي كن مقابلاً لها بالصبر، كما يقابل القرين قرينه في ميدان القتال. · وقوله: يعني : هل تعلم له مسامياً أو نظيراً يستحق مثل اسمه؟ والجواب: لا. فإذا كان كذلك، فالواجب أن تعبده وحده. وفيها من الصفات: قوله: فما الذي تتضمنه من صفات الكمال ( لأننا ذكرنا فيما سبق أن الصفات السلبية لابد أن تتضمن ثبوتاً) فما هو الثبوت الذي تضمنه النفي هنا؟ الجواب: الكمال المطلق، فيكون المعني: هل تعلم له سمياً لثبوت كماله المطلق الذي لا يساميه أحد فيه؟
وقوله: الآية الثانية: قوله: · تقدم الكلام عليها، أي: ليس يكافئه أحد، وهو نكره في سياق النفي فتعم. · و( كفوا( : فيها ثلاث قراءات: كفواً، وكفئاً، وكفواً، فهي بالهمزه ساكنة الفاء ومضمومتها، وبالواو مضمومة الفاء لا غير، وبهذا نعفرف خطأ الذين يقرؤون بتسكين الفاء مع الواو ( كفوا). هذه الآية أيضاً فيها نفي الكفء لله عز وجل، وذلك لكمال صفاته، فلا أحد يكافئه، لا في علمه ، ولا سمعه، ولا بصره ، ولا قدرته، ولا عزته، ولا حكمته، ولا غير ذلك من صفاته.
(1) الآية الثالثة: قوله: · هذه مفرع على قوله: · وقوله: {أنداداً}: جمع ند، وند الشيء ما كان مناداً ( أي مكافئاً ) له ومتشابهاً، وما زال الناس يقولون: هذا ند لهذا، أي : مقابل له ومكافىءله. · وقوله: الجملة الحالية هنا صفة كاشفة، والصفة الكاشفة كالتعليل للحكم ، فكأنه قال: لا تجعلوا لله أنداداً، لأنكم تعملون أنه لابد له، فإذا كنتم تعلمون ذلك، فكيف تلجعلونه فتخالفون علملكم؟ ! وهذه أيضاً سلبية، وذلك من قوله :
(1) الآية الرابعة: قوله: *(ومن (: تبعيضية، والميزان لـ ( من ) التبعيضية أن يحل محلها: بعض، يعني: وبعض الناس. · وهذا إشراك في المحبة، بحيث تجعل غير الله مثل الله في محبته. وينطبق ذلك على من أحب رسول الله كحب الله، لأنه يجب أن تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة ليست كمحبة الله، لأنك إنما تحب الرسول صلى الله عليه وسلم تبعاً لمحبة الله عز وجل، لا علي أنه مناد لله، فكيف بمن يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر مما يحبون الله؟! وهنا يجب أن نعرف الفرق بين المحبة مع الله والمحبة لله: المحبة مع الله: أن تجعل غير الله مثله في محبته أو أكثر. وهذا شرك. والمحبة في الله أو لله: هي أن تحب الشيء تبعاً لمحبة الله عز وجل. والذي نستفيده من الناحية المسلكية في هذا الآيات: أولا: في قوله: وإذا علمنا أنه موصوف بالإكرام فإن ذلك يستوجب أن نرجو كرمه وفضله. وبذلك نعظمه بما يستحقه من التعظيم والتكريم. ثانياً: قوله: ثالثاً: قوله: رابعاً: قوله:
(1) الآية الخامسة: قوله: · ( وقل ( : الخطاب في مثل هذا: إما خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام، أو عام لكل من يصح توجيه الخطاب إليه. فإن كان خاصاً بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فهو خاص به بالقصد الأول، وأمته تبع له. وإن كان عاماً، فهو يشمل الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره بالقصد الأول. · ( الحمد الله (: سبق تفسيه هذه الجملة، وأن الحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم. · وقوله : ( لله (: اللام هنا للاستحقاق والاختصاص: للاستحقاق، لأن الله تعالي يحمد وهو أهل للحمد. والاختصاص، لأن الحمد الذي يحمد الله به ليس كالحمد الذي يحمد به غيره، بل هو أكمل وأعظم وأعم وأشمل. * وقوله: اليهود قالوا: لله ولد، وهو عزير. والنصارى قالوا: لله ولد، وهو المسيح. والمشركون قالوا: لله ولد، وهم الملائكة. * وقوله: كل ما سوى الله، فهو مخلوق لله، مملوك له، يدبره كما يشاء، ولم يشاركه أحد في ذلك، كما قال تعالى: فالآلهة هذه لا تملك من السماوات والأرض شيئاً معيناً، وليست شريكة لله، ولا معينة، ولا شفاعة، إلا بإذنه، يقول: * وقوله: * و {من} هنا للتعليل، لأن الله تعالى له أولياء: * وقوله: وكان من هدي النبي وأصحابه أنهم يكبرون كلما علوا نشراً (4) وكانوا إذا هبطوا، قالوا: سبحان الله. لأن النزول سفول، فيقول: سبحان الله، أي: أنزهه عن السفول الذي أنا الآن فيه. * وقوله: {تكبيرا}: هذا مصدر مؤكد، يراد به التعظيم، أي: كبره تكبيراً عظيماً. والذي نستفيده من الناحية المسلكية في هذه الآية: أن الإنسان يشعر بكمال غنى الله عز جل عن كل أحد، وانفراده بالملك، وتمام عزته وسلطانه، وحينئذ يعظم الله سبحانه وتعالى بما يستحق أن يعظم به بقدر استطاعته. ونستفيد حمد الله تعالى على تنزهه عن العيوب، كما يحمد على صفات الكمال.
(1) الآية السادسة: قوله تعالى: * {يسبح}، بمعنى: ينزه عن كل صفة نقص وعيب، و(سبح) تتعدى بنفسها وتتعدى باللام. - أما تعهديها بنفسها، فمثل قوله تعالى: - وأما تعديها باللام، فهي كثيرة، فكل السور المبدوءة بهذا متعدية باللام. قال العلماء: وإذا أريد مجرد الفعل، تعدت بنفسها: {وتسبحوه}، أي: تقولوا: سبحان الله! وإذا أريد بيان القصد والإخلاص، تعدت باللام، فاللام هنا تبين كمال الإرادة من الفاعل، وكمال الاستحقاق من المسبح، وهو الله. * وقوله: لكن التسبيح نوعان: تسبيح بلسان المقال، وتسبيح بلسان الحال. - أما التسبيح بلسان الحال، فهو عام: - وأما التسبيح بلسان المقال، فهو عام كذلك، لكن يخرج منه الكافر، فإن الكافر لم يسبح الله بلسانه، ولهذا يقول تعالى: فالتسبيح بلسان الحال يعني: أن حال كل شيء في السماوات والأرض تدل على تنزيه الله سبحانه وتعالى عن العبث وعن النقص، حتى الكافر إذا تأملت حاله، وجتها تدل على تنزه الله تعالى عن النقص والعيب. وأما التسبيح بلسان المقال، فيعني: أن يقول: سبحان الله. * وقوله: هذه الصفات الأخيرة صفات ثبوتية، وسبق ذكر معناها، لكن "يسبح لله" صفة سلبية، لأن معناها، تنزيهه عما لا يليق به.
(1) الآية السابعة والثامنة: وقوله: * {تبارك}، بمعنى: تعالى وتعاظم. * و * وقوله: {الفرقان}، يعني به: القرآن، لأنه يفرق بين الحق والباطل، وبين المسلم والكافر، وبين البر والفاجر، وبين الضار والنافع، وغير ذلك مما فيه الفرقان، فكله فرقان. وله وصفه الله تعالى بالعبودية في مقام تنزل القرآن عليه، كما هنا، وكما في قوله: قال ابن القيم رحم الله:
هربوا من الرق الذي خلقوا له ** وبلوا برق النفس والشيطان و" الرق الذي خلقوا له " : عبادة الله عز وجل . و " بلوا برق النفس والشيطان " : حيث صاروا أرقاء لنفوسهم، وأرقاء للشيطان، فما من إنسان يفر من عبودية الله، إلا وقع في عبودية هواه وشيطانه ، قال الله تعالي: * قوله: * وقوله: { للعالمين } : يشمل الجن والإنس. * وقوله: {ولم يتخذ ولدا لم يكن له شريك في الملك} : سبق معناهما، وهما صفة سلبية. * والتقدير : بمعني التسوية أو بمعني القضاء في الأزل، والأول أصح، ويدل لذلك قوله تعالى: ونستفيد من هذه الآيات من الناحية المسلكية: أنه يجب علينا أن نعرف عظمة الله عز وجل، وننزهه عن كل نقص، وإذا علمنا ذلك، ازددنا محبة له وتعظيماً. ومن آيتي الفرقان نستفيد بيان هذا القرآن العظيم، وأن مرجع العباد، وأن الإنسان إذا أراد أن تتبين له الأمور، فليرجع إلي القرآن، لأن الله سماه فرقاناً: ونستفيد أيضاً من الناحية المسلكية التربوية: أن تتأكد وتزداد محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان عبد الله، قائماً بإبلاغ الرسالة وإنذار الخلق. ونستفيد أيضاً: أن النبي عليه الصلاة والسلام آخر الرسل، فلا نصدق بأي دعوي للنبوة من بعده، لقوله: { للعالمين }، ولو كان بعده رسول، لكان تنتهي رسالته بهذا الرسول، ولا كانت للعالمين كلهم. (1) الآية التاسعة والعاشرة: قوله: * ينفي الله تعالي في هذه الآية أن يكون اتخذ ولداً، أو أن يكون معه إله. ويتأكد هذا النفي بدخول " من " في قوله * فقوله: وإذا انتفي اتخاذه الولد فانتفاء أن يكون والداً من باب أولي. · وقوله: يعني: ما كان معه من إله حق، أما الآلهات الباطلة، فهي موجودة، لكن لكونها باطلة، كانت كالعدم، فصح أن يقال: ما كان مع الله من إله. * { إذا }، يعني: لو كان معه إله. * وحينئذ، يريد كل منهما أن يسيطر على الآخر كما جرت به العادة، فملوك الدنيا كل واحد منهم يريد أن يسيطر على الآخر، وتكون المملكة كلها له، وحينئذ: إما أن يتمانعا، فيعجز كل واحد منهما عن الآخر، وإذا عجز كل واحد منهما عن الآخر، ما صح أن يكون واحد منهما إلهاً، لأن الإله لا يكون عاجزاً. وإما أن يعلو أحدهما على الآخر، فالعالي هو الإله. فترجع المسألة إلي أنه لابد أن يكون للعالم إله واحد ، ولا يمكن أن يكون للعالم إلهان أبداً لأن القضية لا تخرج من هذين الاحتمالين. كما أننا أيضاً إذا شاهدنا الكون علوية وسفلية، وجدنا أنه كون يصدر عن مدبر واحد، وإلا، لكان فيه تناقض، فأحد الإلهين يقول مثلاً: أنا أريد الشمس تخرج من المغرب ! والثاني يقول: أريدها تطلع من المشرق! واتفاق الإرادتين بعيد جداً، ولا سيما أن المقام مقام سلطة، فكل واحد يريد أن يفرض رأيه. ومعلوم أننا لا نشاهد الآن الشمس تطلع يوماً مع هذا ويوماً مع هذا، أو يوماً تتأخر لأن الثاني منعها ويوماً تتقدم لأن الأول أمر الثاني بإخراجها، فلا تجد هذا، نجد الكون كله واحداً متناسباً متناسقاً، مما يدل دلالة ظاهرة على أن المدبر له واحد، وهو الله عز وجل. فبين الله سبحانه وتعالى بدليل عقلي أنه لا يمكن التعدد، إذ لو أمكن التعدد، لحصل هذا، لا نفصل كل واحد عن الثاني، وذهب كل إله بما خلق، وحينئذ إما أن يعجز أحدهما عن الآخر، وإما أن يعلو أحدهما الآخر، فإن كان الأول، لم يصلح أي واحد منهما للألوهية، وإن كان الثاني، فالعالي هو الإله، وحينئذ يكون الإله واحداً. فإن قيل: ألا يمكن أن يصطلحا وينفرد كل واحد بما خلق؟ فالجواب: أنه لو أمكن ووقع، لزم أن يختل نظام العالم. ثم إن اصطلاحهما لا يكون إلا لخوف كل واحد منهما من الآخر، وحينئذ لا تصلح الربوبية ولواحد منهما، لعجزه عن مقاومة الآخر. * ثم قال تعالى: * * * وفي هاتين الآيتين من صفات النفي: تنزه الله تعالى عن اتخاذ الولد الذي وصفه به الكافرون، وعن الشريك له في الألوهية الذي أشرك به المشركون. وهذا النفي لكمال غناه وكمال ربوبيته وإلهيته. ونستفيد منهما من الناحية المسلكية: أن الإيمان بذلك يحمل الإنسان على الإخلاص لله عز وجل. (1) الآية الحادية عشرة: قوله: * يعني: لا تجعلوا لله مثلاً، فتقولون: مثل الله كمثل كذا وكذا أو تجعلوا له شريكاً في العبادة. * يعني يقال: إن هذه الجملة تتضمن الدليل الواضح على أن الله ليس له مثل، وأنها كضرب المثل في امتناع المثل، لأننا نحن لا نعلم والله يعلم، فإذا انتفى العلم عنا، وثبت لله، فأين المماثلة؟ هل يماثل الجاهل من كان عالماً؟ ويدلك على نقص علمنا: أن الإنسان لا يعلم ما يفعله في اليوم التالي: وما زال الفلاسفة والمتفلسفة وغيره يبحثون عن حقيقة هذه الروح، ولم يصلوا إلى حقيقتها، مع أنها هي مادة الحياة، وهذا يدل على نقصان العلم في المخلوق، ولهذا قال تعالى: فإن قلت: كيف تجمع بين هذه الآية: الجواب: أنه هناك يخاطب الذين يشركون به في الألوهية فيقول: أو يقال: إن إثبات العلم لهم خاص في باب الربوبية، ونفيه عنهم خاص في باب الألوهية، حيث أشركوا بالله فيها، فنزلوا منزلة الجاهل. وهذه الآية تتضمن من الكما كمال صفات الله عز وجل، حيث إنه لا مثيل له. أما الفائدة المسلكية التي تؤخذ من هذه الآية، فهي: كمال تعظيمنا للرب عز وجل، لأننا إذا علمنا أنه لا مثيل له، تعلقنا به رجاءً وخوفاً، وعظمناه، وعلمنا أنه لا يمكن أن يماثله سلطان ولا ملك ولا وزير ولا رئيس، مهما كانت عظمة ملكيتهم ورئاستهم ووزارتهم، لأن الله سبحانه ليس له مثل.
{قل إنما حرم ربي الواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}(1)............................................................. (1) الآية الثانية عشرة: قوله: * {قل}: الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، أي: قل معلناً للناس. * {إنما}: أداة حصر، وذلك لقابلة تحريم من حرم ما أحل الله. *{حرم}، بمعنى: منع، وأصل هذه المادة (ح ر م) تدل على المنع، ومنه حريم البئر: للأرض التي تحميه حوله: لأنه يمنع من التعدي عليه. * {الفواحش}: جمع فاحشة، وهي الذنب الذي يستفحش، مثل: الزنى واللواط. والزنى، قال الله فيه: وفي اللواط، قال لوط لقومه: ومن الزنى أن يتزوج الإنسان امرأة لا تحل له لقرابة أو رضاع أو مصاهرة، قال الله تعالى: * وقوله: * قوله: والإثم: المراد به ما يكون سبباً له من المعاصي. والبغي: العدوان على الناس، قال الله تعالى: * وفي قوله: وعلى هذا، فيكون الوصف هنا من باب الوصف الكاشف، ويسميها العلماء صفة كاشفة، أي: مبينة، وهي التي تكون كالتعليل لموصوفها. * قوله: وهذا القيد: * قوله: فهذه خمسة أشياء حرمها الله علينا. وفيها رد على المرشكين الذين حرموا مالم يحرمه الله. إذا قال قائل: أين الصفة السلبية في هذه الآية؟ قلنا: هي الفائدة المسلكية من هذه الآية هي: أن تتجنب هذه الأشياء الخمسة التي صرح الله تعالى بتحريمها. وقد قال أهل العلم: إن هذه المحرمات الخمسة مما أجمعت الشرائع على تحريمها. ويدخل في القول على الله بغير علم تحريف نصوص الكتاب والسنة في الصفات وغيرها، فإن الإنسان إذا حرف نصوص الصفات، مثل أن يقول: المراد باليدين النعمة فقد قال على الله مالا يعلم من وجهين: الوجه الأول: أنه نفي الظاهر بلا علم. والثاني: أثبت لله خلافه بغير دليل. فهو يقول: لم يرد الله كذا، وأراد كذا، فنقول: هات الدليل على أنه لم يرد، وعلى أنه أراد كذا! فإن لم تأت بالدليل فإنك قد قلت على الله ما لا تعلم.
|